المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز لا تقتصر فقط على من يفوز باللقب، بل تمتد إلى صراع شرس بين الأندية على احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى. هذا الصراع لا يقل أهمية عن سباق الصدارة، لأن كل مركز من هذه الأربعة يحمل معه مكاسب مختلفة سواء من حيث التأهل للبطولات الأوروبية أو الجوانب المالية والتسويقية.
المركز الأول: بطل البريميرليغ وواجهة إنجلترا
من يحتل المركز الأول في ترتيب الدوري الإنجليزي يُتوّج رسميًا بطلًا لإنجلترا، ويُعد ذلك شرفًا كبيرًا لأي نادٍ. بالإضافة إلى الكأس والميداليات الذهبية، يحصل البطل على أكبر حصة من حقوق البث التلفزيوني، ويشارك مباشرة في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا، مما يضمن له دخلًا ضخمًا وتسويقًا عالميًا. كما أن هذا المركز يرفع من قيمة اللاعبين في السوق ويعزز من جاذبية الفريق في سوق الانتقالات.
المركز الثاني والثالث: التأهل المباشر للأبطال
الفرق التي تنهي الموسم في المركزين الثاني والثالث تشارك أيضًا مباشرة في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا. ورغم عدم حصولها على لقب البريميرليغ، إلا أن قيمة هذا التأهل ضخمة، سواء من ناحية الجوائز المالية أو الجذب الجماهيري. أيضًا، تُعتبر هذه المراكز مؤشرًا على الاستقرار الفني والتكتيكي للفريق.
المركز الرابع: بطاقة الأبطال الأخيرة ومصدر قلق
المركز الرابع هو آخر المقاعد المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، لكن غالبًا ما يشكل ضغطًا كبيرًا على الفريق الذي يحاول الحفاظ عليه. في حال تساوي النقاط، يتم الرجوع إلى فارق الأهداف أو حتى عدد الأهداف المسجلة، ما يجعل المعركة على هذا المركز شديدة. من يضمن المركز الرابع يحصل على فرصة اللعب في دوري الأبطال، ولكن في بعض المواسم يتوجب عليه خوض أدوار تمهيدية، اعتمادًا على تصنيف الاتحاد الأوروبي.
الجانب المالي والتسويقي للفروقات
كل مركز من الأربعة الأولى يحمل معه فارقًا ماليًا كبيرًا. فالبطل يحصل على أكثر من 150 مليون جنيه إسترليني من إجمالي الإيرادات، بينما يتناقص هذا الرقم تدريجيًا مع كل مركز لاحق. هذا الفارق يؤثر بشكل مباشر على الميزانية العامة للنادي، سواء في التعاقدات أو الرواتب أو الاستثمار في البنية التحتية. لذلك، نرى الأندية تقاتل حتى الجولة الأخيرة لتحسين مركزها ولو بمركز واحد.
مقارنة سريعة مع ترتيب الدوري الإسباني
لو نظرنا إلى ترتيب الدوري الإسباني، نرى نمطًا مشابهًا من حيث أهمية المراكز الأربعة الأولى. ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد دائمًا ما يسيطرون على تلك المراكز، لكن في السنوات الأخيرة بدأنا نلاحظ دخول فرق مثل ريال سوسيداد أو فياريال إلى هذا السباق. ومع ذلك، تبقى المنافسة في البريميرليغ أكثر حدة وتوازنًا، نظرًا لتقارب مستويات الفرق الثمانية أو العشرة الأولى.
الدوري الإنجليزي أكثر تنافسية
في البريميرليغ، حتى الفرق التي تحتل المركز السادس أو السابع تمتلك فرصة واقعية في دخول المراكز الأربعة الأولى. أما في الليغا، فإن الهيمنة التاريخية لثلاثة أندية تجعل الفروقات أقل ديناميكية. لذلك، نجد أن الدوري الإنجليزي أكثر جذبًا عالميًا بسبب هذا التنافس القوي والمفتوح.
هل يؤثر المركز على مستقبل الفريق؟
بالتأكيد. التواجد ضمن الأربعة الكبار يُعتبر نجاحًا إداريًا وفنيًا، ويجذب المستثمرين والرعاة. كما يساعد على الحفاظ على النجوم داخل الفريق، لأن اللعب في دوري الأبطال هو طموح أغلب اللاعبين. الفشل في دخول هذا الرباعي قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في الجهاز الفني والإدارة وحتى استراتيجية النادي بأكملها.
الخلاصة
الفرق بين المراكز الأربعة الأولى في ترتيب الدوري الإنجليزي لا يقتصر فقط على الترتيب العددي، بل يمتد إلى تأثيرات مالية، رياضية، واستراتيجية كبيرة على مستقبل الأندية. وبينما يشترك ترتيب الدوري الإسباني في نفس المبدأ من حيث التأهل الأوروبي، يبقى البريميرليغ أكثر إثارة وتقلّبًا، وهو ما يجعل هذه المراكز موضع تنافس دائم بين أكبر فرق العالم.